فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) يدمر تدريجيًا الخلايا التي تسمى خلايا CD4 في الدم، والتي عادةً ما تساعد الجسم على البقاء بصحة جيدة من خلال مكافحة الأمراض والتصدي لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا، في هذا المقال سوف تتعرف على ما هو فيروس العوز المناعي البشري وكيف يمكنك اكتشافه وما هي طرق علاجه.

ما هو فيروس العوز المناعي البشري

ما هو فيروس العوز المناعي البشري؟

فيروس العوز المناعي البشري (HIV) هو فيروس قوي يهاجم الجهاز المناعي للإنسان ويدمر كريات الدم البيضاء، مما يضعف دفاعات الجسم ضد الالتهابات والسرطانات وأنواع الأمراض الأخرى، وإذا لم يتم علاج فيروس نقص المناعة البشرية، فإنه يمكن أن يؤدي إلى مرض الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)، فيما ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية من خلال تبادل سوائل الجسم، مثل (السائل المنوي، السائل المهبلي، الدم، حليب الثدي) مع شخص مصاب، عادة عن طريق ممارسة العلاقة الجسدية أو تبادل الإبر ، أو من الأم إلى الطفل (أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية).

والجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج لهذا الفيروس، فعندما يصيب الانسان يظل مصابا به طواله حياته، ولكن يمكن لأدوية فيروس نقص المناعة البشرية (الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية) أن تمنع الفيروس من التكاثر، وتسمح بتقوية جهاز المناعة، وبالتالي تسمح للأشخاص بالعيش بدون إصابات خطيرة أو سرطانات مرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية، ويكمل حياته دون وجود خطر كبير.

تاريخ فيروس نقص المناعة البشرية

جاءت عدوى فيروس نقص المناعة البشرية لدى البشر بسبب نوع من الشمبانزي في وسط أفريقيا، وتشير الدراسات إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية ربما انتقل من الشمبانزي إلى البشر في خلال النصف الأول من القرن العشرين.

ويطلق على نسخة الشمبانزي من الفيروس اسم فيروس نقص المناعة القردي، كما أنه من المحتمل أن يكون قد انتقل إلى البشر عندما اصطاد البشر قردة الشمبانزي من أجل اللحوم ولمسوا دمها الملوث، والدم هو سبب انتقال الفيروسات بشكل مباشر.

على مدى عقود، انتشر فيروس نقص المناعة البشرية ببطء في جميع أنحاء أفريقيا ثم بدأ الانتشار العالمي للفيروس في أواخر السبعينيات، كما تم التعرف على مرض الإيدز لأول مرة في عام 1981.

ما هي أعراض فيروس العوز المناعي البشري؟

عندما يصاب الشخص بالفيروس في البداية قد يعاني من أعراض ملحوظة تشبه أعراض الإنفلونزا، ولكن في غضون أسبوع إلى أربعة أسابيع سوف تظهر الحمى والطفح الجلدي والتهاب الحلق وتضخم الغدد الليمفاوية والتعب ومجموعة متنوعة من الأعراض الأقل شيوعًا لدى بعض الأشخاص، عادة ما تستمر أعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الأولية من 3 إلى 14 يومًا. تأخذ تلك الأعراض وقتها ثم تختفي بعدها تظهر بعض الأعراض الأخرى الخفيفة على المصاب وتستمر معه من من سنتين إلى 15 سنة، وتشمل:

  • تورم العقد الليمفاوية، حيث يمكن الشعور بها على شكل كتل صغيرة غير مؤلمة في الرقبة، أو تحت الذراعين، أو في الفخذ.
  • بقع بيضاء في الفم
  • هربس نطاقي
  • إسهال
  • تعب
  • حمى في بعض الأحيان مع التعرق
  • فقدان تدريجي للوزن
  • فقر دم

أما المرحلة الثالثة من المرض وهي مرحلة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وهي الأكثر خطورة وبدون العلاج بشكل صحيح يتشكل خطر كبير على حياة المصاب، وتشمل الأعراض الأكثر خطورة، ما يلي:

  • الرئتين: حمى، أو سعال، أو ضيق في التنفس
  • الدماغ: الصداع، الضعف، فقدان التنسيق، أو تدهور الوظيفة العقلية
  • الجهاز الهضمي: ألم، أو إسهال، أو نزيف

يمكن أن يسبب فيروس نقص المناعة البشرية أيضًا أعراضًا عندما يصيب الأعضاء ويتلفها بشكل مباشر، مثل ما يلي:

  • الدماغ: تلف الدماغ مع فقدان الذاكرة، وصعوبة التفكير والتركيز، أو كليهما، مما يؤدي في النهاية إلى الخرف إذا لم يتم علاج الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، بالإضافة إلى الضعف أو الرعاش أو صعوبة المشي
  • الكلى: فشل كلوي مع تورم في الساقين والوجه، وتعب، وتغيرات في التبول، ولكن في كثير من الأحيان لا يحدث ذلك إلا بعد أن تشتد الإصابة.
  • القلب: فشل القلب مع ضيق في التنفس، والسعال، والصفير، والتعب (غير شائع)
  • الأعضاء التناسلية: انخفاض مستويات الهرمونات الجنسية، مما قد يسبب التعب والخلل الجنسي لدى الرجال

من المحتمل أن يكون فيروس نقص المناعة البشرية مسؤولاً بشكل مباشر عن فقدان الوزن بشكل كبير ويسمي (هزال الإيدز) لدى بعض الأشخاص، قد يكون الهزال لدى الأشخاص المصابين بالإيدز أيضًا ناجمًا عن سلسلة من حالات العدوى أو عن طريق عدوى الجهاز الهضمي المستمرة غير المعالجة.

كيف تعرف إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية؟

باعتبار إن بعض الأشخاص لا تظهر عليهم الأعراض في البداية، لا يمكنك معرفة الإصابة بالمرض إلا إذا قمت باختبار فيروس العوز المناعي البشري، يتم عمل الاختبار عن طريق الدم أو اللعاب، حيث تُجرى اختبارات للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية في عينة من الدم أو اللعاب، ويمكن إجراء اختبارات للكشف عن الحمض النووي الريبوزي لفيروس نقص المناعة البشرية في عينة من الدم.

ويساعد اكتشاف المرض مبكرا وأخذ العلاج المناسب من الحد من تفاقم الفيروس في الجسم وتكاثره وتشكيل خطورة على الصحة، وبالتالي العيش لفترة أطول ومنع الإصابة بالإيدز ومنع انتقال الفيروس إلى شخص آخر عن طريق العدوى.

ما هو اختبار فيروس العوز المناعي البشري؟

هو اختبار يٌجري للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية في الدم، يمكن أن يتم إجراء الاختبار بشكل سري في المعامل والمختبرات، كما توجد اختبارات منزلية يجريها الشخص المصاب بنفسه في المنزل مثل تحليل الإيدز المنزلي وعادة ما تكون دقيقة بنسبة كبيرة.

ما هو علاج الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية؟

العلاج سوف يفيد المصابين في التعافي بشكل صحيح، واستمرار الحياة بشكل افضل بدون معاناة، أي أنهم سوف يذهبون للعمل ويؤدون المهام اليومية دون وجو خطر حقيقي على حياتهم، وهذه أنواع علاج الإصابة بالفيروس:

  • الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية
  • في بعض الأحيان الأدوية للوقاية من العدوى الانتهازية
  • في بعض الأحيان أدوية لتخفيف الأعراض

كما يوصى بالعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لجميع الأشخاص المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، لأنه بدون علاج يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى مضاعفات خطيرة ولأنه تم تطوير أدوية أحدث وأقل ضررا.

بالنسبة لمعظم الناس العلاج المبكر للفيروس هو أفضل النتائج، حيث أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتم علاجهم على الفور بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية هم أقل عرضة للإصابة بمضاعفات مرتبطة بالإيدز والوفاة بسببها.

لا يمكن للعلاج أن يزيل الفيروس من الجسم، على الرغم من أن مستوى فيروس نقص المناعة البشرية غالبًا ما ينخفض ​​كثيرًا بحيث لا يمكن اكتشافه في الدم أو السوائل أو الأنسجة الأخرى، ولكن أهداف العلاج هي خفض مستوى فيروس نقص المناعة البشرية في الدم إلى مستوى غير ملحوظ، ولكن إذا توقف العلاج، يحتاج الأشخاص إلى تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية طوال حياتهم.

قدمت لك بعض التفاصيل الهامة حول فيروس العوز المناعي البشري (HIV) وما هو تاريخه وكيف ظهر وما هي الأعراض وطريقة الاكتشاف، بالإضافة إلى طرق علاجه.